للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

- «كيف رأيت الأرزّة؟» قالت: «وجدتها طيّبة.» فقال: «لم تأكلى، ولو أكلت كنت استرحت منك، متى أفلح خليفة له أمّ!» ثمّ إنّ الهادي جمع قوّاده يوما وذلك أعياه أمر الأمّ فقال لهم:

- «أيّما خير: أنا أم أنتم؟» قالوا: «بل أنت يا أمير المؤمنين.» قال: «فأيمّا خير: أمّى أم أمّهاتكم؟» قالوا: «بل أمّك يا أمير المؤمنين.» قال: «فأيّكم يحبّ أن يتحدّث الرجال بخبر أمّه [٥٢٠] فيقولوا فعلت أمّ فلان، وصنعت أمّ فلان، وقالت أمّ فلان؟» فقالوا: «ما أحد منّا يحبّ ذلك.» قال: «فما بال رجال يأتون أمّى فيتحدّثون إليها ثمّ ينقلون حديثها؟» فلمّا سمعوا ذلك انقطعوا عنها البتّة. فشقّ ذلك عليها، فاعتزلته وحلفت ألّا تكلّمه، فما دخلت إليه حتّى حضرته الوفاة.

موسى يهمّ بخلع أخيه هارون

وهمّ موسى [١] بخلع أخيه هارون، ثمّ جدّ فيه. وكان يحيى بن خالد بن برمك يلي لهارون أعمال المغرب، فلمّا جدّ موسى الهادي فى البيعة لابنه جعفر بن موسى وتابعه القوّاد مثل يزيد بن مزيد، وعبد الله بن مالك، وعلى بن عيسى، ومن أشبههم، وخلعوا هارون ودسّوا إلى الشيعة، فتكلّموا فى أمره وتنقّصوه، وقالوا: لا نرضى به، وظهر ذلك، أمر [٢] الهادي ألّا يسار قدام الرشيد


[١] . آ: موسى الهادي.
[٢] . جواب فلمّا.

<<  <  ج: ص:  >  >>