شهدوا أنّ محمد بن علىّ كتب إلى إبراهيم بن الأشتر يأمره بمؤازرة المختار ومظاهرته على قتال المحلّين، والطلب بدماء أهل البيت، وشهد على هؤلاء النفر الذين شهدوا بهذه الشهادة شراحيل بن عبد الله، وهو أبو عامر الشعبىّ الفقيه، وعبد الرحمن بن عبد الله محمد النخعىّ، وعامر بن شراحيل الشعبي.» فقلت:
- «ما تصنع بذلك رحمك الله.» فقال:
- «دعه يكون.» قال: ودعا إبراهيم عشيرته وإخوانه ومن أطاعه، وأقبل يختلف إلى المختار.
[خروج المختار]
قال هشام، قال أبو مخنف:
فكان إبراهيم يروح كلّ عشيّة عند المساء إلى المختار، فيمكث عنده حتّى تصوّب النجوم، ثمّ ينصرف. فمكثوا بذلك يدبّرون أمرهم، حتّى اجتمع رأيهم على أن يخرجوا ليلة الخميس لأربع عشرة من ربيع الأول [١٨٧] سنة ستّ وستين، ووطّن على ذلك شيعتهم ومن أجابهم.
فلما كان عند غروب الشمس، قام إبراهيم بن الأشتر، فأذّن، ثمّ استقدم، فصلّى بنا المغرب، ثمّ خرج بنا بعد المغرب حين قلت: أخوك أو الذئب [١] ، وهو يريد المختار، فأقبلنا علينا السلاح.
[١] . أخوك أو الذئب: كذا فى الأصل والطبري (٨: ٦١٣) . وما فى مط: أحول الذنب. (بإهمال الحرفين الأخيرين) .