بن الخيّاط وهو يومئذ بالأهواز، إليه حربها وله يد فى الخراج.
فلمّا اضطرب أمر سعيد وضعف أمر بالانصراف إلى باب السلطان وتسليم الجيش إلى منصور بن جعفر. وذلك انّ سعيدا ترك بعد ما اتّفق عليه من البيات حرب صاحب الزنج وكان بغرا [١] يحمى البصرة ومنصور يجمع السفن التي تحمل المير، ثمّ يبذرقها إلى البصرة فضاق بالزنج الميرة.
ثمّ عبّأ منصور أصحابه وقصد صاحب الزنج فى عسكره وصعد قصرا على دجلة فأحرقه وما حوله ودخل [٤٨٢] عسكر الخبيث من ذلك الوجه ووافاه الزنج وكمّنوا له كمينا فهزموه وقتلوا من أصحابه مقتلة عظيمة وألجئ الباقون إلى الماء فغرقوا وحملت الرؤوس إلى يحيى بن محمد البحراني بنهر معقل فأمر بنصبها هناك.
ثمّ أوقع الخبيث شاهين وإبراهيم بن سيما بالأهواز فقتل شاهين وهزم إبراهيم.
وكاتب علىّ بن أبان بالمصير إلى البصرة لحرب أهلها.
[ذكر الخبر عن دخول الزنج البصرة]
لمّا ضعف منصور لم يعد لقتال الزنج واقتصر على بذرقة السفن لوصول المير إلى البصرة، فامتنع أهل البصرة. فوجّه الخبيث علىّ بن أبان فشغل منصورا عن بذرقة السفن وعاد أهل البصرة إلى الضيق، وألحّ أصحاب الخبيث عليها بالحرب وأحسّ الخبيث بضعف القوم وإضرار الحصار بهم وتخريبه ما حولها من القرى.
وكان نظر فى النجوم ولا يفارقه الأصطرلاب وكتب النجوم، فوقف على
[١] . كذا فى الأصل: بغرا. فى مط: نعر الحمى بدل «بغرا يحمى» فى الطبري (١٢: ١٨٤٤) : بغراج.