للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والفقهاء وسألهم عن حقيقة التوبة وهل تصح له فأفتوه بصحّتها ولقّنوه ما يجب أن يقول ويفعل، وتصدّق بأكثر ماله وأعتق مماليكه وردّ شيئا كثيرا من المماليك [١] وتوفّى فى شهر ربيع الآخر سنة ستّ وخمسين وثلاثمائة وكانت له أخبار وأحوال منها إنفاذه جيش الماء والديلم إلى عمان حتى فتحت له ولم يكن فيها ما يستفاد منه تجربة فطويناها.

وكان اتفق عند موته اتفاق حسن لعزّ الدولة فرأينا إثباته ليكون معدودا فى جملة أمثالها من الاتفاقات العجيبة.

[ذكر اتفاق حسن [٢٩٦]]

لما مات معزّ الدولة ألحّ المطر ببغداد ثلاثة أيّام بلياليها إلحاحا شديدا منع الناس من الحركة ولم يتمكن الديلم من اطلاع رؤوسهم ومنع سائر الناس من البروز وتردّد النقباء إلى رؤسائهم فأرضى كل أحد بما سكن إليه وانجلت السماء عن سكون الجند ورضا الكافّة. فكاتب عزّ الدولة سبكتكين وسائر العسكر بمصالحة عمران بن شاهين والانصراف عنه إلى بغداد ففعل ونفّس خناق عمران. وصولح صاحب الموصل واستقرّت الأمور بيده.

وفيها وردت الأخبار بإقبال جيش قوىّ من خراسان مع ابن سمجور [٢] ليجتمع مع وشمكير. ذكر السبب فى ذلك

لما اعتلّ أبو علىّ [محمّد] بن الياس وفلج بكرمان وخالفه أولاده وقصده عضد الدولة رحل إلى خراسان ولقى صاحب خراسان وبرئ بعض البرء


[١] . وفى الأصل: الممالك. والمثبت مأخوذ من مط. وأثبته فى مد: «المظالم» .
[٢] . فى مط: سمجون.

<<  <  ج: ص:  >  >>