يكره، وأمّا ما ذكرت من عددهم، فإنّا لم نكن نقاتل فيما مضى بالكثرة، ولكنّا كنّا نقاتلهم بالنصر.» فقال عمر:
- «أجل، هذا الرأى. والله أين سرت لينتقضنّ علىّ الأرض من أطرافها وأكنافها، ولئن نظرت [٤٢٠] إلىّ الأعاجم لا يفارقوا العرصة وليمدّنّهم من لم يمدّهم، وليقولنّ: هذا أصل العرب، فإن اقتطعتموه فقد اقتطعتم أصل العرب. فأشيروا علىّ برجل أولّه ذلك الثغر، واجعلوه عراقيّا.» فقالوا: «أنت أعلم يا- أمير المؤمنين- بجندك وأهل عراقك، فقد وفدوا عليك، ورأيتهم وكلّمتهم.»
[ابتداء وقعة نهاوند]
وكان النعمان بن مقرّن على كسكر، ولّاه سعد الخراج بها. فكتب إلى عمر:
- «إنّ مثلي ومثل كسكر مثل رجل شابّ إلى جنبه مؤمسة تلوّن له وتعطّر، فأنشدك الله لمّا عزلتني وبعثتني إلى جيش من جيوش المسلمين.» فلمّا كان هذا اليوم الذي خطب فيه عمر، وجرى ما جرى مما كتبته، قال عمر:
- «أما والله لأولّينّ أمرهم رجلا ليكوننّ أول الأسنّة إذا لقيها غدا.» فقيل: «من، يا أمير المؤمنين؟» فقال: «النعمان بن مقرّن» .