للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

- «أشر علىّ أيّها الأمير فإنّ من كان فى مثل حالي عزب عنه الرأى.» فلم يزل معه فى مناظرات إلى أن أخذ [٢٢٧] خطّه بمصادرة ألفى ألف دينار على أن يعجّل منها الربع وعلى أن يحتسب له من الربع بما أدّاه وما أخذ بعد ذلك ممّا لعلّه استخرج من ودائعه بغير إقرار منه ويطلق له بيع أملاكه وما يستبيع من ضياعه وأمتعته وينقل إلى دار شفيع اللؤلؤي أو غيره من ثقات السلطان ويطلق الكلوذانى ليتصرّف فى جمع أمواله ويطلق له الدواة ليكاتب من يرى مكاتبته فأخذ هارون بن غريب خطّه بجميع ما كتب به وحمله إلى المقتدر بالله.

ذكر اتّفاق سيّء اتّفق على المحسّن حتّى ظفر به وصودر وقتل

كان المحسّن استتر عند حماته حنزابة وهي حماته ووالدة الفضل بن جعفر بن الفرات فكانت تحمله كلّ يوم، بكرة إلى المقابر فى زىّ النساء وتردّه إلى المنازل التي يثق بها بالليل.

فمضت به يوما إلى مقابر قريش فى زىّ النساء على رسمه وأمست فبعد عنها الطريق إلى الكرخ فوصفت لها امرأة كانت معها منزل امرأة تثق بها ليس معها رجل لأنّ زوجها مات منذ سنة. فصارت حنزابة [١] مع النسوة والمحسّن [٢٢٨] إلى هناك فقالت لصاحبه الدار:

- «إنّ معنا امرأة لم تتزوّج بعد، وقد عادت من مأتم وضاقت عليها [٢] فأفردى لها بيتا.»


[١] . فى مط: جيرانه.
[٢] . كذا فى الأصل ومط ومد.

<<  <  ج: ص:  >  >>