قال:«لا.» قال: «أفليس كنت أدخلك إلىّ فأبثّك سرّى وأخبرك بالأعجمية وميلى إليها وإلى أهلها؟» قال: «نعم.» قال: «فلست بالثقة فى دينك ولا بالكريم فى عهدك، إذ أفشيت علىّ [٢٩٩] سرّا أسررته إليك.» ثمّ تنحّى الموبذ.
[بين المرزبان والأفشين]
وتقدّم المرزبان. فقالوا للأفشين:
- «هل تعرف هذا؟» قال: «لا.» فقيل للمرزبان: «هل تعرف هذا؟» قال: «نعم هذا الأفشين.» فقالوا له: «هذا المرزبان.» ثمّ قال له المرزبان:
- «يا ممخرق [١] كم تمّوه وتدافع؟» فقال الأفشين:
- «يا طويل اللحية ما تقول؟» قال: «كيف يكتب إليك أهل مملكتك؟» قال: «كما كانوا يكتبون إلى أبى وجدّى.»
[١] . مخرق فهو ممخرق: كذب وموّه واختلق. (وكأنّها مأخوذة من مخاريق الصبيان، أى الخرق المفتولة التي يلعبون بها.