للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قيس، فلحق بالمدينة. فأخافه مروان والأسود بن البختري حتى إذا خاف أن يقتل، ركب راحلته وطمر [١] إلى علىّ. وبلغ ذلك معاوية، فكتب إلى مروان والأسود يتغيّظ عليهما ويقول:

- «أمددتما عليّا بقيس بن سعد ورأيه ومكانته، والله لو أنكما أمددتماه بمائة ألف مقاتل ما كان ذلك بأغيظ لى من إخراجكما قيس بن سعد إلى علىّ.» ولما قدم قيس على علىّ وباثّه، ثم جاءهم قتل محمد بن أبى بكر، عرف أنّ قيس بن سعد كان يدارى أمورا عظاما من المكاره، وأنّ من كان يحمله على عزل قيس لم يكن ينصح له. فأطاع علىّ قيس بن سعد بعد ذلك في الأمر [٢] كلّه.

ابتداء وقعة صفّين قميص عثمان وأصابع نائلة

وكان أهل الشام قدم عليهم النعمان بن بشير بقميص عثمان الذي قتل فيه مخضّبا بدمه، وبأصابع زوجته «نائلة» ، مقطوعة البراجم [٣] : إصبعان منها مع شيء من الكفّ، وإصبعان مقطوعتان من أصولهما، ونصف [٥٧٠] الإبهام. فكان معاوية يضع القميص على المنبر، ويعلّق منه الأصابع، ويشنّع به، ويكاتب الأجناد. فثاب إليه الناس وبكوا سنة والقميص بتلك الحال. وآلى رجال من أهل الشام ألّا يأتوا النساء، ولا يمسّهم الماء للغسل إلّا من الاحتلام، ولا يناموا على الفرش، حتى يقتلوا قتلة عثمان، ومن عرض [٤] دونهم بشيء، أو تفنى أرواحهم.


[١] . في مط: ظهر. وفي الطبري: ظهر، طمر، وتصحيفات شتى (٦: ٣٢٤٦) . طمر: وثب. ظهر: سار في الظهيرة.
[٢] . كذا في مط. وفي الطبري: «في الأمر» (نفس الصفحة) .
[٣] . البراجم: جمع مفرده البرجمة: مفاصل الأصابع أو العظام الصغار في اليد والرجل.
[٤] . مط: يعرض.

<<  <  ج: ص:  >  >>