فانّه زعم أنّ صاحبه لا يصوّر نفسه عند أصحاب الأطراف بصورة من لم يوثق به على مال رجاله.
ولمّا عقد لابن أبى الساج على الجبل وندب لمحاربة القرمطى عقد لصاحب خراسان على الرىّ فصار إلى الرىّ وأنفذ إليه من يخاطبه على المال الذي ووقف على حمله من الرىّ. وصار ابن أبى الساج إلى الرىّ وحمل إليه المقتدر خلعا سلطانيّة وسيفا ومنطقة ذهب وخيلا بمراكب ذهب وفضّة وطيبا وسلاحا. [٢٥٣]
ذكر الخبر عن القبض على الخصيبى وتقليد علىّ بن عيسى الوزارة
أضاق أبو العبّاس إضاقة شديدة واضطرب أمره وأشار مونس بعلىّ بن عيسى فأنفذ ضحوة نهار يوم الخميس لإحدى عشرة ليلة خلت من ذى القعدة إلى الخصيبى حتّى قبض عليه وعلى ابنه وكتّابه وحملوا إلى دار السلطان وحبسوا عند زيدان القهرمانة. وفرّق بين الخصيبى وبين ابنه وحمل باقى المعتقلين إلى دار الوزارة بالمخرّم فاعتقلوا فيها، وأنفذ نازوك وقت قبضه على الخصيبى حتّى حفظت داره القديمة من النهب.
واستدعى المقتدر أبا القاسم عبيد الله بن محمّد الكلوذانى وأوصله إلى حضرته وعرّفه أنّه قد قلّد أبا الحسن علىّ بن عيسى الوزارة وأنّه قد استخلفه له ويقدم إليه بالنيابة عنه واستحضر سلامة الطولونى وتقدّم إليه بالنفوذ فى البرّيّة إلى دمشق واستحضار علىّ بن عيسى منها.
وانصرف أبو القاسم الكلوذانى من دار السلطان فى الطيّار الذي قبض على الخصيبى إلى دار الوزارة بالمخرّم ونظر فى الأعمال وكتب إلى العمّال فى النواحي وإلى جميع الأمراء وأصحاب البرد والخبر والقضاة بما قلّد علىّ بن