للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مونس إلى بغداد ودخل ابن أبى الساج واسط وأنفذ قبل وصوله إليها أبا علىّ الحسن بن هارون كاتبه وكان يخدمه فى خاصّ أمره على سبيل الخلافة لأبى عبد الله محمّد بن خلف النيرمانى كاتبه واختصّ به وخفّ على قلبه، فصار إلى بغداد ليواقف الخصيبى على مال رجاله وأموال الأعمال التي كانت معقودة عليه والأموال التي جعل مالها مصروفا إلى رجاله زيادة على الأموال المتقدّم ذكرها، فإنّ الخصيبى جعل أموال الخراج والضياع بنواحي همذان وساونة ورونة وقمّ وماه البصرة وماه الكوفة والإيغارين [١] وما سبذان ومهرجانقذق لابن أبى الساج لمائدته لمحاربة الجنّابى.

فأمضى المقتدر ذلك وتقدّم بتقليده أعمال الصلاة والمعاون والخراج والضياع بسائر كور [٢] الجبل وأنفذ إليه اللواء وكنّاه. فكان يوسف يتكنّى [٢٥٢] على جميع الناس إلّا على الوزير ومونس المظفّر.

والتمس الحسن بن هارون أن يجعل لابن أبى الساج مائدة مبلغها فى الشهر خمسة ألف دينار وقال:

- «ليس هو بدون أحمد بن صعلوك.» وكان قد جعلت له مائدة فى أيّام وزارة حامد بن العبّاس مبلغها ثلاثة آلاف دينار فى الشهر وجعل له عشرة آلاف دينار فى كلّ شهرين من شهور المماليك لأرزاق غلمان لا يحضرون. وسام الكتاب الحسن بن هارون أن يشرط على نفسه أن ينفذ السلطان منفقا ينفق أموال تلك النواحي فى رجالة غلمانه، [٣] فاستجاب إلى جميع ما طالبوه به وأعطى خطّه إلّا أمر المنفق [٤]


[١] . الإيغاران: سمّيا بذلك، لأنّهما أوغرا لعيسى ومعقل، وهما: الكرج والبرج (مراصد الإطلاع) .
[٢] . فى مط: كون.
[٣] . فى مد: رجاله وغلمانه. وما أثبتناه مطابق لما فى الأصل ومط.
[٤] . كذا فى الأصل: أمر المنفق. فى مط: الأمر المتفق. وفى مد: إلّا بأمر المنفق.

<<  <  ج: ص:  >  >>