للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

- «ويحك ما أشدّ ما شتمه [١] زعم أنّه أراده على نفسه.» قالت:

- «كذب الخبيث ولئن كان أراده على نفسه لقد فعل. ما كان ليقدر على الامتناع منه.»

هرب المغنّين

وكان مع الوليد مالك بن أبى السمح المغنّى وعمر الوادي [٢] . [١٨٨] فلمّا تفرّق الوليد عن أصحابه وحصر قال مالك لعمر:

- «اذهب بنا.» فقال عمر:

- «ليس هذا من الوفاء ونحن لا يعرض لنا لأنّا لسنا ممّن يقاتل.» فقال مالك:

- «ويلك والله لئن ظفروا بنا لا يقتل قبلي وقبلك أحد فيوضع رأسه بين رأسينا ويقال للناس: انظروا من كان معه فى هذه الحال فلا يعيبونه [٣] بشيء أشدّ من هذا.» فهربا، وكان معهما أبو كامل العزيل المغنّى، وكان سبقهما إلى الهرب.

[من صفات الوليد]

وكان قتل الوليد يوم الخميس لليلتين بقيتا من جمادى الآخرة سنة ستّ وعشرين ومائة وكانت خلافته سنة وثلاثة أشهر وكان له من السنين نيّف


[١] . شتمه. كذا فى الأصل وآ، ومط والطبري (٩: ١٨٠٨) : ما شتمه. (بصيغة الغائب) .
[٢] . عمر الوادي: كذا فى الأصل: عمر الوادي. فى آ، والطبري (٩: ١٨٠٩) عمرو الوادي. وزاد فى هامش الأصل بخطّ المتن: «عمر الوادي مغنّ، ومالك مله.»
[٣] . يعيبونه: كذا فى الأصل والطبري (٩: ١٨١٠) : يعيبونه. فى مط وآ: يعنونه.

<<  <  ج: ص:  >  >>