ثمّ فرّق عبد الملك عمّاله ولم يف لأحد شرط عليه ولاية إصبهان.
وفى هذه السنة، وجّه عبد الملك بن مروان الحجّاج بن يوسف لحرب عبد الله بن الزبير.
توجيه عبد الملك بن مروان الحجّاج بن يوسف لحرب عبد الله بن الزبير
وكان السبب فى توجيه دون غيره أنّ عبد الملك لمّا أراد الرجوع إلى الشام، قام الحجاج بن يوسف، فقال:
- «يا أمير المؤمنين، إنّى رأيت فى منامي أنى أخذت عبد الله بن الزبير فسلخته، فابعثني إليه، وولّنى قتاله.» فبعثه فى جيش من أهل الشام كثيف. فخرج ولم يعرض للمدينة، وسلك طريق العراق، فنزل بالطائف، وكان يبعث البعوث فيقتتلون هناك. فكلّ ذلك تهزم خيل ابن الزبير، وترجع خيل الحجّاج بالظفر.
ثمّ كتب الحجّاج إلى عبد الملك [٢٩٩] يستأذنه فى دخول الحرم عليه وحصاره، وأخبره أنّ شوكته قد كلّت وتفرّق عنه أصحابه. فأذن له. وكتب عبد الملك إلى طارق بن عمرو يأمره أن يلحق بمن معه من الجند، بالحجّاج وكان بالبصرة واليا عليها. فسار فى خمسة آلاف من أصحابه حتّى لحق بالحجّاج وذلك فى شعبان سنة اثنتين وسبعين.
[حصر ابن الزبير ومقتله]
لما دخل ذو القعدة، رحل الحجّاج من الطائف حتّى نزل بئر ميمون، وحصر ابن الزبير، وقدم عليه طارق لهلال ذى الحجّة، ولم يطف بالبيت، ولم يصل إليه،