ثمّ جعل الملك المسجد الجامع بطرسوس اصطبلا لدوابّه ونقل ما كان فيه من قناديل إلى بلده وأحرق المنبر وقلّد البلد بطريقا من بطارقته فى خمسة آلاف رجل وقلّد المصيصة بطريقا آخر وتقدّم بعمارة طرسوس وتحصينها وجلب الميرة إليها من كل جهة فعمرت ورخص السعر بها حتى صار الخبز بها رطلين بدانق فتراجع أهلها إليها ودخلوا فى طاعة الملك وتنصّر بعضهم وعمل الملك على أن يجعلها حصنا ومعقلا له لحصانتها وليقرب عليه ما يريد من بلدان الإسلام.
معزّ الدولة وأمير عمان والهجريّون القرامطة
وكان معزّ الدولة قد أنفذ كردك النقيب إلى عمان فلقى أميرها نافعا وواقفه [١] على الدخول فى طاعة الأمير معزّ الدولة وإقامة الخطبة له وكتب اسمه على الدنانير والدراهم واستجاب نافع إلى ذلك وكتب اسم معزّ الدولة على الدراهم والدنانير.
فلمّا انصرف كردك عنه وقف أهل البلد على ما عمله نافع من ذلك فوثبوا به وأخرجوه من البلد وأدخلوا أصحاب الهجريين القرامطة وسلّموا البلد إليهم فهم يقيمون فيه [٢٧٤] نهارهم ويروحون إلى معسكرهم فى آخر النهار وكتبوا إلى أصحابهم بهجر يعرّفونهم الخبر ليرد عليهم الأمر بما يعملون به.
عود ملك الرّوم إلى قسطنطينية
وورد الخبر بأنّ نقفور ملك الروم عاد إلى قسطنطينية وأنّ الدّمستق وهو
[١] . كذا فى الأصل. والمثبت فى مد: ووافقه. فى مط أيضا: وافقه. خلافا للأصل.