منازعة إلى أن عاد أبو محمد ابن مكرم والأتراك من واسط.
فلمّا عرف أبو على ابن أستاذ هرمز رجوعه استعد للحرب وجرت بينهم [٤١٨] مناوشات ووقائع. ولم يكن للغلمان قدرة على إزالة الديلم من قصبات البلاد وأشرفوا على الانصراف ثانيا إلى واسط حتى خرج أبو على ابن إسماعيل من البطيحة وسيّر بهاء الدولة من القنطرة البيضاء وكان من الأمر ما يأتى ذكره فى موضعه.
وفيها كوتب أبو جعفر الحجّاج بالمسير من بغداد لقصد أبى الحسن على ابن مزيد وسار ابن ماسرجس من واسط لذلك.
ذكر ما جرى عليه الأمر مع أبى الحسن علىّ بن مزيد
كان علىّ بن مزيد قد استوحش من بهاء الدولة بسبب مال طولب به فكاشفه بالخطاب وانتسب إلى طاعة صمصام الدولة وأقام الخطبة له وأطلق لسانه بكل ما يوجب السياسة الإمساك عنه وانبسطت بنو أسد فى الغارة على نواحي واسط.
فغاظ بهاء الدولة فعله وعرض من أمر المقلّد ما استقلّ به عن غيره. فلمّا استقرّت الحال معه كتب بهاء الدولة إلى أبى جعفر بالمسير إلى ابن مزيد من بغداد وسيّر أبا العباس ابن ماسرجس من واسط فاجتمعا.
واندفع أبو الحسن علىّ بن مزيد من بين أيديهما معتصما بالآجام وتتبعاه فراسلهما واستعطفهما وسأل إصلاح أمره مع بهاء الدولة وبذل على ذلك بذلا.
وكان الأمر قد ضاق بهما [٤١٩] فى المقام وتعذّر عليهما وعلى العسكر نقل المير لبعدهم عن السواد فكاتبا بهاء الدولة فى أمره وسألاه الصفح عنه وإقراره على ما يتولى الخدمة فيه، فأجاب إلى ذلك وسار أبو جعفر وابن ماسرجس إلى الكوفة. فأمّا أبو جعفر فإنّه عاد إلى بغداد وأمّا ابن ماسرجس