للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بالظفر فأشار عليه بالاقتحام والهجوم وتوثق المهلّبى وأراد سدّ تلك المضايق فأخذ روزبهان فى التضريب عليه وعارضه فى كلّ ما دبّره ومنعه من هذا الاستظهار وسدّ الشعب وكتب إلى معزّ الدولة يستعجزه ويذكر أنّه إنّما يحجم ويجنح إلى المطاولة ليحتسب بالأموال فى النفقات.

ولم يزل بذلك وشبهه إلى أن وردت كتب معزّ الدولة بالاستبطاء فترك المهلبي الحزم [١] وركب الخطأ وعدل عمّا يدبّره كله ودخل بجميع عسكره [١٧٣] هاجما على عمران وتأخّر روزبهان ليصير أول الخارجين عند الهزيمة.

وقد كمّن عمران كمناءه فى تلك المعترضات وشحنها بالآلات الموافقة لتلك المضايق فخرجوا على العساكر وهم متزاحمون متضايقون فى طريق الماء لا يعرفونها فوضعوا فيهم الحراب فقتلوا وأسروا وانصرف روزبهان موفورا ونجا الوزير المهلّبى سباحة وحصل القوّاد والوجوه فى الأسر.

فاضطرت الحال إلى مصالحة عمران فقوى واستفحل أمره وأجيب إلى كل ما اقترح.

وقد كنا ذكرنا ورود الخبر بمسير السلّار المرزبان إلى الرىّ ووعدنا هناك باستقصاء خبره والآن حين نبدأ بذلك.

ذكر الأسباب التي بعثت السلّار المرزبان على قصد الرىّ وما انعكس عليه من تدابيره حتى أسر وحبس فى القلعة بسميرم

كان المرزبان أنفذ رسولا إلى معزّ الدولة فى أمور حمله إيّاها فورد مدينة


[١] . فى مط: الحرم.

<<  <  ج: ص:  >  >>