وظهر ابن الراعي صاحبه واجتمع أسبابه المتحققون به فصدقوه عن فعل ابن السرّاج وضمنه ابن الراعي منه بمائة ألف دينار فقبض عليه فصح من أمواله وودائعه وأثمان غلاته والمأخوذ من [٤٥٤] أسبابه أكثر مما ضمنه ابن الراعي ثم بسطت عليه المكاره وأصناف العذاب وحبس فى صندوق ومنع الطعام حتى مات أقبح ميتة.
[وفى هذه السنة اضطربت كرمان على عضد الدولة ذكر السبب فى ذلك]
كان فى أعمال كرمان خلق من الرجالة الجرومية لهم بأس شديد وهم متمسكون بالطاعة وأحد وجوههم رجل يقال له: طاهر بن الصمّة، وكان واسع الحال والمعاملة، فدخل فى ضمانات ضمنها وثمار ابتاعها فحصلت عليه أموال طمع فيها وشره إلى كسرها.
وكان عضد الدولة قد سار إلى العراق للإيقاع بالأتراك وخرج وزيره أبو القاسم المطهر بن عبد الله إلى عمان فلم يبق بفارس من العساكر إلّا شيء يسير فخلع طاهر بن الصمّة الطاعة وجمع إلى نفسه هؤلاء الرجالة بالاسلحة التامة واستكثر من عددهم.
واتفق أن كان فى نواحي خراسان أمير وجيه من أمراء الأتراك السامانية يقال له يوزتمرّ [١] عظيم المنظر جبار البنية معروف بالبأس والشدة وقد استوحش من محمد بن ابراهيم بن سمجور صاحب جيش خراسان ونفر منه فكاتبه طاهر ابن الصمّة وأطمعه فى أعمال كرمان فسار إليه وصار يدا واحدة