لمّا ورد أبو جعفر الحجاج ساء ظنّ أبى على ابن إسماعيل ثم اتصل به من واسط ما حقق ظنّه فأقام فى دار المملكة ملتجئا إلى القهرمانة وتلطّف أبو جعفر له طمعا فى أن يصير إليه فلم يفعل فأنفذ من وكّل به فى موضعه.
وتردد بينه وبين القهرمانة قول كثير انتهى آخره إلى أن كتبت خطا بتسليمه وإنّها تمتثل ما يرد إليها فى معناه فصرف التوكيل حينئذ عنه.
وأنفذ ابن إسماعيل إلى بارسطغان وبدرك ووضعهما على أن جمعا جمعا كثيرا من الغلمان وصاروا إلى تحت دار أبى جعفر وراسلوه وقالوا له:
- «قد كانت أحوالنا مختلّة وأموالنا متأخرة إلى أن جاء هذا الرجل فتلافى أمورنا بحسن التدبير وقد حاولت الآن بورودك القبض عليه وإزالة هذا الترتيب ونحن لا نمكّن منه ونكاتب الملك بشرح الأحوال وإن دعتنا حاجة إلى الانحدار إليه انحدرنا.» وتردد فى ذلك ما طال وأفضى آخره إلى خط القهرمانة إليها والاتفاق على خروجه ونظره ومكاتبة الملك بما عليه الأولياء من إيثاره.
فلمّا كان من غد خرج أبو [٤١٥] على من الدار وقصد أحد وجوه الأتراك واستتر عنده.
ونظر أبو الحسن العروضي فى النيابة عن أبى العباس ابن ماسرجس وتشاغل أبو جعفر بتقرير ما بينه وبين أبى حسان المقلّد بن المسيّب.
[ذكر ما جرت عليه الحال فى ذلك]
أنفذ المقلّد إلى أبى جعفر فى أمر الصلح وبذل له البذول على حكمه فيه.