للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ونعم أسبابه وواقفه [١] على أن يحرس عليه بعد خروجه داره وأهله وولده وضياعه وأن يوقع عليه اسم ابنه سلّار بن بختيار لتنحسم عنها أطماع الديلم والجند إلى أن يستصلح نيّات الأتراك ونيّات سائر العسكر [٢] [٣٢٩] ثم يعود إلى حاله ويجرى على رسمه فى الخدمة وانحدر فى الوقت إلى الأهواز ثم صار منها إلى أرجان وبها يومئذ الأستاذ الرئيس أبو الفضل ابن العميد. وكان حاجبه روين [٣] قريبا لشيرزاد وكان قد توفّى ففجع به جدا ووجد به وجدا شديدا. فلمّا وصل إليه شيرزاد رأى فيه شبها منه وتخيل فيه شمائله فعطف عليه وتحفّى له وأكرمه وحمل إليه مالا وكسوة وكتب له إلى ركن الدولة كتبا مؤكّدة ووعده بتوسط أمره وأشار عليه أن يخرج إلى حضرة ركن الدولة بكتبه ويقيم ببابه إلى أن يرد بنفسه فيتوسط أمره فاتفق أن خرج إلى الرىّ وتوفّى بها.

وكان من سوء ملكة بختيار وقلة وفائه أنّه ثانى يوم خروجه قبض إقطاعه وضياعه وأملاكه وجواريه ودوره ونكب كاتبه وأسبابه واستثار أمواله وودائعه ونقل ابنه سلّار الى داره وسلّم إليه إقطاعه لا على الأصل الذي قرّره معه شيرزاد بل على أن يصير له ذلك خاصة يتوفر عليه.

[القبض على الوزير أبى الفضل العباس]

وحكى أيضا أنّ نفى شيرزاد كان فى سنة تسع وخمسين وثلاثمائة. ثم أنّه بعد شهرين من نفى شيرزاد قبض على وزيره أبى الفضل العباس بن الحسين وكتّابه وأسبابه واستصفى أموالهم وقلّد الوزارة [٣٣٠] أبا الفرج محمد


[١] . فى مط: وافقه. وهو المثبت فى مد.
[٢] . فى مط: سائر العرب.
[٣] . فى مط: ذوير. والضبط فى الأصل هنا كذا: روين. وفى بعض المواضع: ردين.

<<  <  ج: ص:  >  >>