للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فقال: «رمى بحجره [١] وسألنى: عمّن تقلّد باقى الدواوين.

فعرّفته أنّهم يحيى بن نعيم المالكي ومحمّد بن يعقوب المصري وإسحاق بن علىّ القنّاى. فقال:

- «لقد أيّد الله هذا الوزير بالكفاة.»

[مناظرة ابن الفرات لاستخراج ماله]

وكان المناظر لابن الفرات ابن بعد شر فرفق به فوعده أن يتذكّر ودائعه ويعرّفه إيّاها فعاوده بالرفق فأقرّ أنّ له عند التجّار مائة وخمسين ألف دينار.

وكان المقتدر رسم أن يكون مال مصادرة ابن الفرات وحده يحصّل فى بيت المال الخاصّة ومال مصادرة أسبابه فى بيت مال العامّة.

ولمّا [٢٢٥] استخرج ما ذكره ابن الفرات من التجّار أعاد ابن بعد شر مطالبة ابن الفرات، فذكر أنّه لم يبق له مال فأوقع به مكروها يسيرا، ولم يكن ابن الفرات ممّن يستجيب بالمكروه فتقاعد وامتنع دفعة واحدة من أداء شيء.

فمضى هارون بن غريب إلى المقتدر وعرّفه أن الخاقاني جنى على السلطان بتسليمه ابن الفرات إلى ابن بعد شر وأنّه كان ينبغي أن يرفق به ويداريه، فإنّه ممّن لا يستجيب بالمكروه. فتقدّم المقتدر إلى الخاقاني بأن تكون مناظرة ابن الفرات بحضرة هارون بن غريب وأن يرفق به. وكان ابن بعد شر قد ضيّق على ابن الفرات فى مطعمه ومشربه حتّى أنّه أدخل إليه خبز خشكار [٢] وقثّاء وماء الهواء، فوجّه إليه بطعام واسع وشراب وثلج كثير


[١] . كذا فى الأصل ومط: رمى بحجره. فى مد: بحجره رمى (بالتقديم والتأخير) .
[٢] . فى الأصل: خشكاز. وفى مط ومد: خشكار. وهي فارسية. خبز من دقيق غير منخول.

<<  <  ج: ص:  >  >>