للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

- «لم فعلت هذا؟» قال:

- «إنّى وثقت برأيك، وقلت: ترفّع نفسك عن الغدر فى مثل هذا.» فوصله وسلّحه، وحمله على برذون، وردّه إلى أصحابه.

وكان حصار كمرجة خمسة وثلاثين [١] يوما. فيزعمون أنّهم لم يسقوا إبلهم خمسة وعشرين يوما.

وفى هذه السّنة جعل خالد بن عبد الله القسري بالبصرة الصّلاة مع الشرط والأحداث، والقضاء إلى بلال بن أبى برده، فجمع ذلك كلّه. [٥٤]

[ودخلت سنة احدى عشرة ومائة وفيها عزل هشام أشرس بن عبد الله عن خراسان]

وكان السّبب فى ذلك، أنّ شدّاد بن خالد بن عبد الله الباهلي شخص إلى هشام، فشكاه، فعزله واستعمل الجنيد بن عبد الرّحمن على خراسان سنة احدى عشرة ومائة. وكان السّبب فى استعماله إيّاه، أنّه كان أهدى لأمّ حكيم بنت يحيى بن الحكم امرأة هشام قلادة فيها جوهر، فأعجبت هشاما، فأهدى لهشام قلادة أخرى، فاستعمله على خراسان، وحمله على ثمانية من البريد، فسأله أكثر من تلك الدوابّ، فلم يفعل. فقدم خراسان فى خمسمائة وأشرس بن عبد الله يقاتل أهل بخارا والسّغد. فسأل عن رجل يسير معه إلى ما وراء النّهر، فدلّ على الخطّاب بن محرز السّلمى خليفة أشرس. فسار معه، فلمّا قدم آمويه، أشار عليه الخطّاب أن يقيم ويكتب إلى من بزمّ ومن حوله، فقدموا عليه، فأبى وقطع النّهر، وأرسل إلى أشرس أن أمدّنى بخيل، وخاف أن يقتطع قبل أن


[١] . ثلاثين: فى الأصل ثلاثون. خلافا للطبري (٩: ١٥٢٥) ومط.

<<  <  ج: ص:  >  >>