للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

التّرك خمسة، فارتدف خلف رجل من التّرك رجل من العرب معه خنجر، وليس على التّركى غير قباء، فساروا بهم. ثمّ قال العجم لكورصول:

- «إنّ الدّبوسيّة فيها عشرة آلاف مقاتل، فلا نأمن أن يخرجوا علينا.» فقال لهم العرب:

- «إن قاتلوكم قاتلناهم معكم.» فساروا، فلمّا صار بينهم وبين الدّبوسيّة قدر فرسخ وأقلّ [١] ، نظر أهلها إلى فرسان ورجّالة، فظنّوا أنّ كمرجة قد فتحت، وإنّ خاقان قصدهم. فتهيّأوا للحرب، فوجّه كليب بن قبان رجلا من بنى ناجية يقال له الضّحّاك، على برذون يركض، وعلى الدّبوسيّة عقيل بن ودّان السّعدىّ. فأتاهم الضّحّاك وهم صفوف فرسان ورجّالة، فأخبرهم بالخبر، فأقبل أهل الدّبوسيّة [٥٣] يركضون، فحملوا كلّ من كان يضعف عن المشي ومن كان مجروحا. ثمّ إنّ كليبا أرسل محمّد بن كرّان [٢] ومحمّد بن درهم ليعلما سباع بن النّعمان وسعيد بن عطيّة وسائر الرّهائن فى أيدى التّرك، أنّهم قد بلغوا مأمنهم، ثمّ خلّوا عن الرّهن، فجعلت العرب ترسل رجلا من الرّهن الّذين [٣] فى أيديهم من التّرك، وترسل التّرك رجلا من الّذين فى أيديهم من العرب، حتّى بقي سباع بن النّعمان فى أيدى التّرك، ورجل من التّرك فى أيدى العرب، وجعل كلّ فريق منهم يخاف على صاحبه الغدر.

فقال سباع:

- «خلّوا رهينة التّرك.» فخلّوه وبقي سباع فى أيديهم. فلمّا التقى مع كورصول قال له:


[١] . وأقلّ: كذا فى الأصل والطبري (٩: ١٥٢٤) : واقلّ. وما فى مط: أقبل.
[٢] . كرّان: كذا فى الأصل ومط: كرّان. وما فى الطبري (٩: ١٥٢٤) : كرّاز.
[٣] . الذين: ما فى الأصل ومط: الذي. وما فى الطبري: الذين. وهو الصحيح.

<<  <  ج: ص:  >  >>