للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

- «بل ابعدوا عنهم فقد أرعبناهم وأحفظناهم، والرأى أن تدعوا حربهم حتّى يكونوا هم الذين يطلبونكم.» ثمّ انصرف بأصحابه إلى سبخة أى قرّة، وهي بين نهرين وأمر أصحابه باتّخاذ الأكواخ وهذه السبخة بين النخل والقرى والعمارات فكان أصحابه يغيرون يمينا وشمالا ويسوقون مواشى الأكرة وينتهبون أموالهم.

ثمّ دخلت سنة ستّ وخمسين ومائتين [٤٥٩]

موافاة موسى بن بغا سرّ من رأى

وفيها وافى موسى بن بغا سرّ من رأى واستخفى صالح بن وصيف لمقدمه وعبّأ موسى أصحابه ميمنة وميسرة وقلبا فى السلاح حتّى صار إلى باب الجسر ممّا يلي الجوسق. وكان المهدى ذلك اليوم جالسا للمظالم فأعلم بمكانه فأمسك عن الإذن لهم ساعة ثمّ أذن لهم. فدخلوا فجرى كلام نحو ما جرى يوم قدم الوفد. فلمّا طال الكلام تراطن الترك فيما بينهم وقالوا بالتركيّة:

- «هذه المطاولة إنّما هي حيلة حتّى يكبسنا صالح.» فخافوا ذلك فأقاموه من مجلسه وحملوه على دابّة من دوابّ الشاكرية وانتهبوا ما كان فى الجوسق من دوابّ الخاصة ومضوا به إلى دار ياجور. ثمّ أخذوا هناك عليه العهود والمواثيق ألّا يمايل صلحا عليه ولا يضمر لهم إلّا مثل ما يظهره، وجدّدوا البيعة ووجّهوا إلى صالح أن يحضرهم للمناظرة فوعدهم أن يصير إليهم وقال لهم بعض رؤساء الفراغنة:

- «ما الذي تطلبون من صالح بن وصيف؟» فقال موسى:

- «دماء الكتّاب وأموالهم ودم المعتزّ وأمواله.»

<<  <  ج: ص:  >  >>