للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

- «إنّه لا صبر لهم على الضرّ وإنّ المنافسة على خيرات الدنيا فى الطبع والجبلّة لو كانوا أغنياء فكيف بهم مع اختلالهم وأنّهم لا يرضون أن يقبض نظراؤهم بالأهواز على الإدرار ويحرموا هم [١] وأن يتجرّعوا الأسف والحسرات وأنّهم قد سئموا الفقر ومعاناة المجاعة.» وقد كان استأمن من أصحاب علىّ بن بويه إلى ياقوت طاهر الجيلي وكان ممّن يرشّح نفسه للأمور الكبار ويرى أنّه نظير لشيرج وطبقته واجتمع إليه نحو ثمانمائة رجل من العجم. فشغب على ياقوت ثمّ رحل مع أصحابه وانصرف عنه وقدّر أنّه يملك ماه البصرة وماه [٢] الكوفة فكبسه علىّ بن بويه ثمّ سجنه فلجأ بنفسه مع بعض غلمانه [٥١٨] وأبو جعفر الصيمري كاتبه فى الأسر وخلّصه الحنّاط فخرج إلى كرمان فكان سببا لإقباله واتصاله بالأمير أبى الحسين أحمد بن بويه فضعفت نفس ياقوت بخروج طاهر الجيلي وأصحابه واستطال باقى رجاله عليه وخاف أن يعقدوا لبعض قوّاده الرئاسة وينصرفوا عنه فكاتب أبا عبد الله البريدي بالصورة وأعلمه أنّه كاتبه ومدبّر أمره وأنّه قد فوّض إليه الرأى والتدبير فى رجاله ليمضى عليه وعليهم ما يستصوبه.

[ذكر الخديعة التي نفذت على ياقوت]

كان ياقوت واثقا برجل ساقط يعرف بأبى بكر النيلي يجريه مجرى الأب وينحطّ إلى رأيه وقوله مع ضعة فى النيلي وخساسة فى همّته وقدره.

فاستصلحه أبو عبد الله البريدي ووسّع عليه فكان النيلي رسول ياقوت إلى أبى عبد الله بما قد ذكرته فكتب أبو عبد الله البريدي أنّ عسكره قد فسدوا


[١] . كذا فى الأصل: ويحرموا هم. وفى مط ويحرموهم. وهو خطأ.
[٢] . ماه البصرة وماه الكوفة: كذا فى الأصل. وفى مط: مال البصرة ومال الكوفة. وهو خطأ.

<<  <  ج: ص:  >  >>