أخويهما وحقيق بمن قتل للملوك شقيقا أن يكون على نفسه شفيقا.
وبقي متلددا فى أمره مترددا فى فكره مجيلا للرأى فى صدره فرأى أنّ الدخول فى طاعة بهاء الدولة أصوب والتحيّز إليه أدنى من السلامة وأقرب.
ذكر ما دبّره أبو على ابن أستاذ هرمز فى صلاح حاله مع بهاء الدولة
جمع وجوه الديلم وشاورهم فيما ورد عليه من كتاب ابني بختيار فأجمعوا رأيهم على الاعتزاء إلى طاعتهما والثبات فى حرب بهاء الدولة على ما هم عليه فلم يوافقهم على رأيهم وقال:
- «إنّ وراثة هذا الملك قد انتهت إلى بهاء الدولة ولم يبق من يجوز له منازعة بهاء الدولة فيه وإن نحن عدلنا عنه إلى من داره منّا نائية ونيّته عنّا جافية أضعنا الحزم، والصواب الدخول فى طاعة بهاء الدولة بعد التوثق منه.» فامتنعوا وقالوا:
- «كيف نسلم نفوسنا للأتراك وبيننا وبينهم ما تعلم من الطوائل؟» فقال لهم:
- «إذا كان هذا رأيكم فإنّى أسلّم [٤٥١] ما معى من المال والعدّة إليكم وأنصرف بنفسي عنكم وأنتم لشأنكم أبصر.» وتقوض المجلس، ثم وضع أكابرهم على ما يقولونه ويفعلونه.
وكان قد أنفذ إلى أبى على ابن إسماعيل من يلتمس منه شرابا عتيقا للعلّة التي به. فقال أبو على ابن إسماعيل لبهاء الدولة:
- «إنّه ما طلب منّا شرابا ولكنّه أراد أن يفتح لنا فى مراسلته بابا.» فأنفذ بهاء الدولة رسولا يقول: