- «إن تقلّدت الوزارة فأنت قلّدتنيها.» فأشار عليه بملازمة أبى علىّ يحيى بن عبد الله الطبري كاتب يلبق ففعل ذلك. وكان يلبق قد سمع أنّه متّهم فى دينه شرير فجمع أبو علىّ الطبري بينه وبين يلبق حتّى حلف له الحسين بكلّ يمين يحلف مسلم ومعاهد إنّه مكذوب عليه فى كلّ ما يطعن به عليه فى ديانته أوّلا ثمّ فى عداوته لمونس وخاصّته وأصحابه لا ينوي لأحد من الناس سوء ولا يأخذ الأموال إلّا من بقايا صحيحة على تجار ملاء [١] كسروا مال السلطان من أثمان الغلّات ومن ضمناء قد ربحوا ربحا عظيما.
وضمن الحسين ليلبق ضياعا جليلة كذلك لكاتبه فسعى له يلبق وسأل مونسا فى أمره وسأل مونس المقتدر فتقرّرت الوزارة له وبلغ ذلك الكلوذانى فواصل الاستعفاء.
واتّفق أن دخل خمسمائة فارس كانوا مقيمين بالجبل فى ماه الكوفة وحلوان وهذه نواح لم يتغلّب عليها مرداويج وكانت أرزاقهم قد تأخّرت فطالبوا الكلوذانى وأمرهم الكلوذانى بالرجوع لينفق فيهم هناك فلم يسمعوا ورجموه بالآجر وهو منصرف فى طيّاره فجعل ذلك حجّة وأغلق بابه وحلف على أنّه لا ينظر فى أعمال [٣٥٤] الوزارة.
فكانت مدّة وزارته شهرين وثلاثة أيّام.
[وزارة الحسين بن القاسم]
وكتب المقتدر إلى الحسين بن القاسم توقيعا بتقليد الوزارة وركب إليه وجوه الكتّاب والعمّال والقوّاد وبلغ ذلك أبا الفتح الفضل بن جعفر فصار إليه