للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مع قاضى القضاة أبى عمر محمّد بن يوسف وابنه والقاضي ابن أبى الشوارب وكتب عن المقتدر بخبر تقليده الوزارة إلى خراسان وجميع النواحي والأطراف وكان تقلّده للوزارة يوم الجمعة لليلتين بقيتا من شهر رمضان فعدل عن الجلوس للتهنئة وتشاغل بالنظر فى أمر المال وما يحتاج إليه فى نفقة العيد ولزمه الفضل بن جعفر وهشام بن عبد الله لأنّهما كانا يتولّيان ديوان المشرق وزمامه وديوان بيت المال وأخذ خطوط عدة من العمّال [١] والضمناء بسبعين ألف دينار.

وصار إليه علىّ بن عيسى آخر النهار فهنّأه وقد كان الحسين شرط لنفسه ألّا ينظر علىّ بن عيسى فى شيء من الأمور ولا يجلس للمظالم فأجيب إلى ذلك. وتبسط كاتب بنى رائق وكلّ من كان سعى له فى الوزارة فى طلب الأموال حتّى قبضوا على شذاءة وردت من الأهواز [٣٥٥] فيها مال الأهواز وإصبهان وفارس. فكتب الحسين الوزير إلى المقتدر يشكو هذه الحال فلم ينكر كلّ الإنكار. فوقع الاتفاق بين الحسين وبين ابني رائق على أن يأخذوا من المال النصف ويفرجوا عن الباقي ففعلوا ذلك.

وكانت دمنة جارية المقتدر حظيّة عنده وكانت توصل رقاع الحسين إلى مولاها وتقوم بأمره فحمل إليها جملة عظيمة من المال وبعث إلى ابنها وهو الأمير أبو أحمد إسحاق أيضا جملة. واستأذن المقتدر أن يستكتب له ابنه القاسم بن الحسين فأذن له فى ذلك وضمن لدمنة أن تحمل إلى ابنها [٢] فى كلّ يوم مائة دينار وتدفع عن صرفه.

واختصّ به بنو البريدي وأبو بكر ابن قرابة وقدّم له جملة من المال عن الضمناء بربح درهم فى كلّ دينار على رسمه. واختصّ به من القوّاد جعفر


[١] . فى مط: العلماء، بدل «العمال» .
[٢] . فى مط: إلى أبيها.

<<  <  ج: ص:  >  >>