للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

- «إنّ علم ذلك عند الحسن بن مخلد وهو [٤٦١] أحدهم.» ثمّ ذكر ما وصل إليه وتولّى تفريقه، وذكر ما صار إليه من أموال قبيحة وأنّ علم ذلك عند أبى صالح بن يزداذ. ثمّ ذكر أشياء فى هذا المعنى بعضها اعتذاراته وبعضها احتجاجاته.

فلمّا فرغ سليمان من قراءة الكتاب وصله المهتدى بقول يحثّ فيه على الألفة والصلح ويكرّه إليهم الفرقة والتفانى والتباغض. فدعاهم هذا الكلام منه إلى تهمته وأنّه يعلم بمكان صالح. فكان بينهم فى هذا كلام كثير ومناظرات طويلة.

ثمّ أصبحوا من الغد كلّهم فى دار موسى فى داخل الجوسق يتراطنون بالتركية فسمع بعضهم يقول:

- «أجمع القوم على خلع المهتدى.»

[كلام المهتدى للمجمعين على خلعه]

واتصل الخبر بالمهتدى فخرج إلى مجلسه متقلّدا سيفا وقد لبس ثيابا نظافا وتطيّب ثمّ أمر بإدخالهم إليه فأبوا ذلك مليّا ثمّ دخلوا عليه فقال لهم:

- «إنّه قد بلغني ما أنتم عليه ولست كمن تقدّمنى مثل أحمد بن محمد المستعين ولا مثل ابن قبيحة والله ما خرجت إليكم إلّا وأنا متحنّط وقد وصّيت وهذا سيفي فو الله لأضربنّ به ما أستمسك قائمه فى يدي. ويحكم إمّا دين إمّا حياء كم يكون الخلاف على الخلفاء [٤٦٢] والإقدام والجرأة على الله سواء عندكم من أبقى عليكم وأراد صلاحكم ومن إذا بلغه مثل هذا عنكم دعا بأرطال الشراب فشربها سرورا بمكروهكم وحبّا لبواركم. خبّرونى عنكم، هل تعلمون أنّه وصل إلىّ من دنياكم شيء أمّا إنّك لتعلم يا بايكباك أنّ بعض المتصلين بك أيسر من جماعة إخوتى وولدي. وانظروا هل ترون

<<  <  ج: ص:  >  >>