فى منزل أحد منهم فرشا أو وصائف أو خدما أو جواري أو لهم ضياع أو مستغلات؟ سوءة لكم، ثمّ تقولون أنّى أعلم علم صالح، وهل صالح إلّا رجل من الموالي كواحد منكم، فكيف أكون معه إذا ساء رأيكم فيه؟ إن آثرتم الصلح كان ذلك ما أهوى لجميعكم وإن أبيتم إلّا ما أنتم عليه فشأنكم.
اطلبوا صالحا وابلغوا شفاء أنفسكم منه فأمّا أنا فما أعلم علمه.» قالوا:«فاحلف لنا على ذلك.» قال: «أنا أبذل لكم يميني ولكن أؤخّرها حتّى تكون بحضرة الهاشميين والقضاة والعدول وأصحاب المراتب فى غد إذا صلّيت الجمعة.» فكأنّهم لانوا قليلا ووجّه في إحضار الهاشميين فحضروا فى عشيّته فلم يذكر لهم شيئا وأمروا بالمصير إلى الدار لصلاة الجمعة فانصرفوا وغدا الناس فلم يحدثوا شيئا [٤٦٣] وصلّى المهتدى وسكن الناس وانصرفوا هادئين.
وحكى بعضهم ممّن سمع كلام المهتدى مع موسى والجماعة أنّ المهتدى قال:
- «إن كان صالح قد أخذ من مال قبيحة والكتّاب شيئا فقد أخذ مثل ذلك بايكباك ومحمد بن بغا، فقد كانا حاضرين وهم شركاء فى جميع ما جرى.» فأحفظ ذلك أبا نصر محمد بن بغا وبايكباك وقد كان القوم من لدن قدم موسى بن بغا مضمرين هذا المعنى من الغلّ وإنّما منعهم من المطالبة قلّة الأموال وخوف الاضطراب. فلمّا ورد عليهم مال فارس ومال الأهواز تحرّكوا وكان ورود ذلك لثلاث بقين من المحرّم ومبلغه سبعة عشر ألف ألف درهم وخمسمائة ألف درهم. وانتشر الخبر فى العامّة أنّهم على خلع المهتدى والفتك به وأنّهم أرادوه على ذلك وأرهفوه. فكتبت رقاع وألقيت فى المسجد الجامع والطرقات فذكر بعض من قرأ رقعة منها أنّه كان فيها: