صنيعته وأخرج أبا زكريا يحيى بن سعيد السوسي لخدمته فى بلده، فدخل ياقوت عسكر مكرم وهما معه. ثمّ وافى أبو عبد الله البريدي من طريق الماء إلى الأهواز وورد بعده أبو يوسف أخوه وكان إليه السوس وجنديسابور شركة بينه وبين أخيه أبى الحسين. وادّعيا أنّ مال سنة اثنتين وعشرين وثلاثمائة احتمله شيرج بن ليلى وأنّ النواحي معطّلة الارتفاع فى السنة التي بعدها فأنفذ أبو علىّ ابن مقلة ابن عينويه [١] لكشف ذلك [٤٩٤] وطابقهما وكتب يصدّقهما.
فكانت هذه الفتنة نعمة على أبى عبد الله وأبى يوسف البريديين فإنّه تحصّل لهما بها وممّا بعدها إلى وقت انهزامهما من الأهواز على ما حدّث به أبو الفرج ابن أبى هشام أربعة آلاف ألف دينار خرجا بها على السلطان ثمّ قصدا عسكر مكرم للاجتماع مع ياقوت فوافياها وتلقاهما فى الموضع المعروف بفوهة النهرين وسيّراه إلى أرجان لفتح فارس.
[خروج توقيع من الراضي بالله]
وفيها خرج توقيع الراضي بالله بأن تكون المخاطبة والمكاتبة من جميع الناس لأبى الحسين علىّ بن محمّد بن مقلة بالوزارة وكان سنّة إذ ذاك ثماني عشرة سنة وأن يكون الناظر فى الأمور صغيرها وكبيرها وتقدّم إلى جميع أصحاب الدواوين بذلك وخلع على أبى الحسين خلع الوزارة وخوطب بها وحمل على شهري وانصرف من دار السلطان على الظهر ومعه القوّاد والجيش والخدم وأصحاب الدواوين.
وانصرف أبو علىّ فى طيّاره إلى منزله وصار إليه ابنه بالخلع وطرح له