لمّا عرف المرزبان حصول ديسم بأردبيل خلف على تبريز بعض جيشه وصار فى معظم العسكر إليه واستدعى أخاه وهسوذان إليه فى جماعة من أطاعه وجدّ فى محاصرة ديسم. وكان ديسم استوزر بعد مفارقة علىّ بن جعفر أبا عبد الله محمّد بن أحمد النعيمي، فراسله المرزبان وتلطّف له ووعده أن يستوزره، فاستجاب له وآثره على ديسم وواطأه على التدبير عليه.
[ذكر حيلة النعيمي على ديسم حتى فارق الحصار وخرج إلى المرزبان]
أخذ النعيمي فى المشورة على ديسم بأن ينفذ إلى المرزبان وجوه أردبيل ليسألوه الصلح ويعاهدوه ويستوثقوا منه بالأيمان المؤكدة على أن يؤمنه ليدخل فى طاعته وخوّفه من طول الحصار واستيحاش أهل البلد وأنّهم سيواطئون المرزبان ويسلمونه بأن يفتحوا له الباب وأعلمه أنه قد وقف من ذلك على أمر سيظهر له إن لم يبادر بالصلح. ونظر ديسم فى أمره فوجد الصورة قريبة ممّا خوّفه منه وذلك أنّ الحصار كان قد اشتدّ وانقطعت الميرة عنه [٧١] وعن جنده وعن أهل البلد فالجميع فى شدة والدمدمة كثيرة والناس مستوحشون وعلى يأس من الصلاح وخوف من زيادة المكروه.
وأنفذ ديسم إليه وجوه البلد وأعيانهم ومذكوريهم ليتوثقوا له نهاية التوثيق.
وراسل أبو عبد الله النعيمي المرزبان بأن يحتبس هؤلاء الوجوه ولا يردّهم إلى البلد إلّا بعد خروج ديسم إليه، لئلا يتغيّر الأمر أو يحدث ما ينقض رأيه ولأنّ أهل البلد إذا حبس عنهم وجوههم ورؤساؤهم اجتمعوا عليه ولم