واستحضر المقتدر أبا القاسم عبيد الله بن محمّد الكلوذانى من دار مونس يوم السبت لخمس بقين من رجب وخرج إليه [٣٤٣] مفلح برسالة المقتدر بأنّه قد قلّده وزارته ودواوينه ولم يوصله إليه وتقدّم إليه بأن ينحدر إليه يوم الإثنين ليخلع عليه. فخاف الكلوذانى من حيلة تتمّ للحسين بن القاسم فى تقلّده الوزارة لأنّه بلغه أنّ الحسين قد جدّ بعد القبض على سليمان وراسل مونسا المظفّر وقال:
- «لا يؤمن أن يحتجّ الخليفة فى تأخّر الخلع على الكلوذانى بأنّه لم تعدّ له الخلع.» وأشار بأن يوجّه مونس بخلع من عنده إلى دار السلطان ليخلعها عليه، ففعل مونس ذلك وخلع المقتدر على أبى القاسم عبيد الله بن محمّد الكلوذانى يوم الإثنين وخاطبه بتقليده الوزارة والدواوين وتقدّم إليه بأن يقلّد الحسين بن القاسم ديوانا جليلا ليظهر ويزول عنه الأراجيف بالوزارة.
ووصل علىّ بن عيسى بوصول الكلوذانى فأمره المقتدر بحضرة الكلوذانى بأن يجرى على عادته فى الإشراف على الأمور والحضور معه وعرّفه أنّه قد أفرده بالنظر فى المظالم دون الكلوذانى فركب الكلوذانى فى الخلع من دار السلطان إلى داره فأخذ خطّ سليمان بن الحسن بمائتي ألف دينار.
وقدم أبو الفتح الفضل بن جعفر [٣٤٤] من الشام وأبو جعفر محمّد بن القاسم بن عبيد الله من نواحي جند قنّسرين والعواصم وكان أبو الفتح منصرفا إلى ناحية قومس فأشار مونس بتقليده ديوان السواد فقلّده الكلوذانى مكرها وانقطعت بتقليده موادّ كانت تصل إلى الكلوذانى وأبى الفياض من أرزاق قوم