للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فدافعه ثمّ اضطر إلى أن أطاعه فى القبض عليه وسأله ألّا يلزمه تسليمه إليه فأجابه المرزبان إلى ذلك فأوقع ابن الديراني الحيلة على ديسم حتى قبض عليه وحصله عنده. فلمّا فعل ذلك كتب إليه المرزبان يلزمه حمله إلى حضرته ناقضا الشرط فدافعه مدة ثمّ اضطرّ إلى تسليمه فحبسه عنده ثمّ سمل عينه فلمّا توفّى المرزبان قتله بعض أسبابه خوفا من غائلته.

ذكر حيلة المرزبان على صاحب قلعة سميرم وما تمّ عليه حتى أفلت من موضعه وعاد إلى مملكته بآذربيجان

لما حصل المرزبان فى القلعة امتنع من الطعام والشراب خاصّة اللحوم وما أشبهها واقتصر على القوت اليسير من الحنطة التي يستظهر منه أيضا. فبلغ خبره ركن الدولة فأمر أن يوصل إليه طبّاخه الذي يثق به ليتولّى له ما كان يتولاه من المأكل والمشرب فحصل الطباخ فى القلعة معه وأخذ المرزبان فى تدبير الخلاص على يده.

وكان الطباخ خفيفا أحمق وظهر منه ما فى نفسه وعرف خبره شيراسفار صاحب القلعة فرمى به من قلة القلعة فهلك وضيّق على المرزبان.

وكانت والدة المرزبان خراسويه بنت جستان بن وهسوذان الملك تبذل الأموال فى تعرّف أخباره وتحتال فى خلاصه وكان إبراهيم المعروف بابن الصابي [١]- وقد تقدم ذكره- فى حبس ديسم فتخلّص منه ولم يجد مفزعا إلّا خراسويه فقصدها ولاذ بها [٢٠١] وضمن لها أن يتوصّل إلى المرزبان فأطلقت له مالا وأنفذته.


[١] . كذا فى الأصل ومط والمثبت فى مد: الضابى (بالضاد المعجمة) .

<<  <  ج: ص:  >  >>