للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكانت المراغة بها رجل يعرف بتوبان يصارع ويقامر ويدخل فى كل منكر فطلبه أصحاب الشرط بها فخاف وهرب من المراغة وقصد خراسويه وضمن لها السعى لها فى أمر ابنها فطمعت فى جلادته وأطلقت له مالا وعرّفته خبر ابن الضابى وأنّه نفذ قبله.

فاجتمعا ولبسا لباس التجار وأظهرا الستر والدين والورع ولزما فناء القلعة وراسلا شيراسفار وعرّفاه أنّهما تاجران وأنّهما كانا فيما مضى يعاملان المرزبان وأنّه أخذ بضائعهما وامتعة التجار وسألاه أن يجمع بينهما وبين المرزبان ليتنجّزا كتبه وعلاماته بإزاحة علّتهما فيما يستحقانه وتستحقه التجار عليه وواصلا الدعاء له وعلى المرزبان وأكثرا لعنه وشتمه وكانا يقولان:

- «الحمد لله الذي كفى الناس شرّ هذا الظالم الذي لا يعرف الله ولا يؤمن بنبيّه صلى الله عليه.» وما أشبه هذا حتى رقّ شيراسفار لهما وأوصل واحدا واحدا منهما إليه من غير اجتماع فقال المرزبان:

- «لا أعرفهما.» فأغلظا له وواجهاه بالقبيح وخوّفاه بالله وسوء العاقبة وقال:

- «إنّى لا أعرف حسابهما ولكنّى أكتب بأن يحاسبا.» وكثر [٢٠٢] ترددهما إليه فضمت والدته إليهما وصيفا الديلمي المتطبّب [١]- وكان فى عسكر السلطان قديما- ورجلا آخر يعرف بأبى الحسن ابن جنى وجماعة من أهل الطرم على هيئة التجار وحملوا الألطاف إلى شيراسفار وأسبابه وإلى بواب القلعة وكانوا يشترون منهم الحوائج ويعدونهم، إلى أن


[١] . فى مط: المشطب. والمثبت فى مد: للتنقّب، وهو خطأ.

<<  <  ج: ص:  >  >>