للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فسار المهلّبى حتّى وافى عبد الرحمن فلم يكن بينهما قتال وتواقف الجيشان يومهما.

فلمّا كان الليل انتخب المهلّبى جماعة يثق بهم وبجلدهم وصبرهم وترك عسكره بمكانه ليخفى أمره ومضى حتّى صار من وراء عبد الرحمن ثمّ بيّته فقتل وانتهب وهرب عبد الرحمن على وجهه حتّى وافى الدولاب. ثمّ أعدّ رجالا وولّى عليهم طاشتمر [٤٩٣] فوافوه وأوقعوا به وهزموه إلى نهر المدرة.

ثمّ صار إليه طاشتمر بنهر المدره فأوقع به وانهزم علىّ إلى الخبيث مغلولا قد أخذت شذاءاته وغنم عسكره.

وكان عبد الرحمن بن مفلح وإبراهيم بن سيما يتناوبان المصير إلى الخبيث وإسحاق بن كنداجيق يومئذ بالبصرة مقيم، وأقاموا كذلك بضعة عشر شهرا إلى أن صرف موسى بن بغا عن حرب الخبيث وولّى مسرور البلخي.

وفيها دخل يعقوب بن الليث نيسابور.

[ذكر دخول يعقوب نيسابور]

ذكر أنّ يعقوب بن الليث صار إلى هراة. ثمّ قصد نيسابور، فلمّا قرب منها وجّه إليه محمد بن طاهر بن محمد يستأذنه فى تلقّيه فلم يأذن له، فبعث بعمومته وأهل بيته يتلقّونه. ثمّ دخل نيسابور فنزل طرفا من أطرافها يعرف بداودآباذ فركب إليه محمد بن طاهر فدخل إليه فى مضربه فساءله ثمّ أقبل على توبيخه وتفريطه فى عمله وقال:

- «مثلك لا يكمل لتدبير خراسان.» وأمر بالتوكيل به وصرفه وحبسه. وولّى عزيزا نيسابور وقبض على أهل بيت طاهر. وورد الخبر بذلك على السلطان.

ووردت [٤٩٤] رسل يعقوب على المعتمد فجلس له جعفر المعتمد وأبو

<<  <  ج: ص:  >  >>