للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

باطنا مراقبة لصمصام الدولة وانتسجت بينهما حالة جميلة واستقرّ أنّ يستوزره عند تمهد أموره. فأشار عليه أبو الفرج بالتعجيل الى أرجان، فان وصلها وقد سبق شرف الدولة الى شيراز أسرع الكرة إلى الأهواز.

فلمّا وصل إلى أرجان ورد الخبر بحصول شرف الدولة بشيراز وكرّ راجعا ودخل الأهواز وعوّل على أبى الفرج فى مراعاة [١٢٠] الأمور وتدبير الأعمال وأظهر المباينة وارتسم بالملك وتلقّب بتاج الدولة، وأقام الخطبة لنفسه. وعرف صمصام الدولة ذلك فجرد اليه أبا الحسن على بن دبعش الحاجب فى عسكر كثير.

وندب الأمير أبو الحسين أبا الأعز دبيس بن عفيف الأسدى للقائه فالتقيا [١] بظاهر قرقوب ووقعت بينهما وقعة أجلت عن هزيمة ابن دبعش فأسر وحمل الى الأهواز وشهره بها.

فاستولى الأمير أبو الحسين على ما كان معدّا بالأهواز وبقلعة رامهرمز من الأموال وفرّقها فى الرجال وصرف همته الى جمع العساكر وأرغبهم فمالوا اليه وانثالوا عليه فاشتد أمره وسار [الى] البصرة فملكها ورتب أخاه أبا طاهر فيروز شاه بها ولقبه ضياء الدولة. وجرى أمره على السداد ثلاث سنين الى أن انصرف إلى أصبهان وقبض عليه شرف الدولة وحمله الى قلعة فى بعض نواحي شيراز.

[مسير شيرزيل من كرمان واستيلاؤه على شيراز]

وفى هذه السنة سار شرف الدولة أبو الفوارس شيرزيل من كرمان إلى


[١] . وفى الأصل: بالنقباء.

<<  <  ج: ص:  >  >>