فيهم ثلاثون ألف رجل وفيهم ثلاثون ألف صانع للهدم ولتطريق الثلج أربعة آلاف بغل عليها حسك الحديد يطرحه حول عسكره بالليل وخركاهات عليها لبود مغربية فمن صعد قلعة حلب تخلّص بحشاشته.
[ما فعله ابن أخت الملك]
فلمّا كان بعد تسعة أيام أراد الدمستق أن ينصرف بما فاز به وحصل فى يده فقال له ابن اخت الملك:
- «هذا بلد قد حصل فى أيدينا وليس بازائنا من يدفعنا عنه ومن كان فيه من العلوية وبنى هاشم والوزراء والكتّاب ومن لهم أموال مقيمون فى القلعة فبأى سبب تنصرف عنه قبل فتح القلعة؟» فقال له الدمستق:
- «قد وصلنا إلى ما لم نكن نقدّره ولا يقدّرها الملك وقتلنا وسبينا وأسرنا وأحرقنا وهدمنا وخلّصنا أسراءنا وأخذنا من أردنا أن نفادى به بلا فدية وغنمنا غنيمة ما سمع بمثلها [٢٥٦] ومن حصل فى القلعة فهم عراة وإذا نزلوا هلكوا لأنّهم لا يجدون قوتا والرأى أن ننصرف عنهم فإنّ طلب النهايات والغايات ردىء.» فأقام ابن أخت الملك على أمره ولجّ [١] وقال:
- «لا أنصرف أو أفتح القلعة.» فلمّا لجّ قال له الدمستق:
- «فانزل عليها وحاصرها، فإنّ الصورة والضرورة تقود من فيها إلى فتحها.»
[١] . كذا فى مط. ما فى الأصل: لحّ. (بالإهمال فى كلا الموضعين.)