للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكان عدّة القتلى يوم الجمل عشرة آلاف من الفريقين.

وتحدّث الناس:

إنّ أهل المدينة علموا بيوم الجمل يوم الخميس قبل أن تغرب الشمس، وفيه كان القتال، وذلك من نسر مرّ بماء حول المدينة معه شيء متعلّق، فتأمّله الناس، فوقع، فإذا كفّ فيها خاتم نقشه: «عبد الرحمان بن عتّاب» . ثم جعل من بين مكة والمدينة ممن قرب من البصرة أو بعد، قد علموا بالوقعة مما تنقل إليهم النسور من الأيدى والأقدام.

تجهيز علىّ عائشة

وجهّز علىّ عائشة لغرّة رجب سنة ستّ وثلاثين بكلّ شيء ينبغي لها، وأخرج معها كلّ من نجا ممن خرج معها إلّا من أحبّ المقام. واختار من نساء البصرة المعروفات أربعين امرأة، وأمر أخاها محمدا بالخروج معها، وخرج في تشييعها أميالا، وسرّح بنيه معها يوما.

[ما جرى بين معاوية وقيس]

وكان علىّ بن أبى طالب ولّى قيس بن سعد بن عبادة مصر لما قتل عثمان، فسار إليها، وبايع أهلها لعلىّ بن أبى طالب، ودارى الناس. فاستجاب له أهل مصر إلّا أهل قرية يقال لها: «خرنبا [١] » ، فإنّ أهلها أعظموا قتل عثمان، وكانوا نحو عشرة آلاف رجل من الوجوه الفرسان [٥٦٥] فكره قيس أن يهيّجهم، فراسلهم قيس وراسلوه يقولون:

- «إنّا لا نقاتلك، فابعث عمّالك، فالأرض أرضك، ولكن دعنا على حالنا حتى


[١] . مط: حرننا. وفي الطبري: خربتا (٦: ٣٢٣٨) .

<<  <  ج: ص:  >  >>