للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الفتنة بالتأخّر عن الدار واستعمال التخبّى [١] وترددت [١٥٧] اليه من صمصام الدولة مراسلات التأنيس والتسكين فما زادته إلّا إغراء وتغميرا.

فصار إليه أبو القاسم عبد العزيز وأبو الحسن ابن برمويه وأبو الحسن ابن عمارة العارض برسالة من صمصام الدولة هي ألطف ممّا تقدم.

فلمّا حصلوا عنده امتنع من لقائهم وقبض عليهم وجمع العسكر وأحضر الأمير أبا نصر ونادى بشعار شرف الدولة وأفرج عن أبى القاسم لأنّ القبض عليه كان بموافقة منه واجتمعوا على تدبير الأمور وترتيبها، وتولّى المظفر بن الحسن بن حمدويه وأبو منصور الشيرازي أخذ البيعة على الجند.

وبلغ صمصام الدولة الخبر وقد أبلّ من مرضه، فتحير فى أمره وجمع غلمان داره وراسل الطائع لله فى الركوب، فاستعفى وامتنع منه.

ذكر رأى سديد واتّفاق حميد اتّفقا لصمصام الدولة أسفر بهما الأمر عن الظفر

لمّا رأى الخطب معطّلا استنصر فولاذ بن ماناذر [٢] مستصرخا وبذل له المواعيد الكثيرة على ذلك وكان فولاذ مع القوم فيما عقدوه لكنّه أنف من بعد رتبة الانحطاط لأسفار عن رتبة المتابعة.

وكان من [١٥٨] حميد الاتّفاق إطلال المساء وحجاز الليل، ولو سار أسفار فى الوقت الذي أظهر فيه ما أظهره الى صمصام الدولة لأخذه ولم يكن له دافع عنه لكنّه ظنّ أن لن يفوته الأمر وكان قدرا مقدورا.

فأصبحوا وقد خالفهم فولاذ وانحاز إلى صمصام الدولة فحضر لديه وأكّد


[١] . والمثبت فى مد: التخبى.
[٢] . وفى الأصل: ماناذار. هو ملك الديلم وابنه مولاذ مذكور مع الصاحب ابن عباد: ارشاد الأريب ٢: ٣٠٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>