للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[ذكر الخبر عن وزارة أبى الحسن ابن الفرات الثالثة]

وتقلّد أبو الحسن علىّ بن محمّد بن الفرات الوزارة الثالثة فى ذلك اليوم وخلع عليه واستدعى المقتدر بالله المحسّن ابنه من منزله بسوق العطش فخلع عليه مع أبيه [١] ولم يوصل المقتدر بالله إليه فى ذلك اليوم أبا القاسم ابن الحوارى وظهر أولاد ابن الفرات وأسبابه واستتر بعض أسباب حامد وقبض المحسّن فى طريقه على جماعة من أسباب حامد.

وكان أبو علىّ ابن [٢] مقلة يتقلّد لعلىّ بن عيسى زمام السواد طول أيّام وزارة حامد، فلمّا تقلّد ابن الفرات هذه الوزارة تجلّد ولم يستتر وصار إليه وظهر من إعراض ابن الفرات عنه ما غضّ منه ولم يقبض [٣] عليه للمودّة التي بينه وبين [١٧٣] ابن الحوارى فلمّا قبض بعد ذلك على ابن الحوارى قبض عليه.

وانتقل ابن الفرات إلى داره الأولى التي بالمخرّم وركب إليه ابن الحوارى ليهنّئه فأطال عنده وآنسه ابن الفرات وشاوره وخلا به فتحقّق به وأظهر السرور بولايته مع ما يبطنه من الخوف الشديد منه.

وكان أسباب أبى القاسم ابن الحوارى قد أشاروا عليه بالاستتار وقالوا له:

- «إنّ المقتدر بالله لم يأذن لك عند تقليده ابن الفرات مع علمه بالعداوة بينكما إلّا لسوء رأيه فيك.» فقال ابن الحوارى:


[١] . فى مط: ابنه.
[٢] . فى مط: وكان علىّ بن مقلة، بإسقاط «أبو» .
[٣] . فى مط: ولم يقض عليه المودّة.

<<  <  ج: ص:  >  >>