للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال أبو الحسن: يعنى بالسادة المقتدر ووالدته وخالته وخاطف ودستنبويه أمّ ولد المقتدر [١] لأنّهم إذ ذاك يدبّرون الأمر معا لحداثة المقتدر.

قال ابن الفرات: فمضت أمّ موسى ثمّ عادت فقالت لابن ثوابة:

- «يقولون لك قد صدقت ويدك مطلقة فيه وكنت فى حجرة ضيّقة وحرّ شديد فأمر بكشف البواري حتّى صرت فى الشمس ونحّى الحصير من تحتي وأغلقت أبواب البيوت حتّى حصلت فى الشمس ثمّ قيّدنى بقيد ثقيل وألبسنى جبّة صوف قد نقّعت فى ماء الأكارع وغلّنى بغلّ وأقفل باب الحجرة وانصرف فأشرفت على التلف. فلمّا مضت نحو أربع ساعات إذا صوت غلمان مجتازين فى الممرّ الذي فى الحجرة التي أنا فيها محبوس.» فقال لى الخدم الموكّلون:

- «هذا بدر الخادم الحرمي وهو لك صنيعة.» فاستغثت به فصحت:

- «يا أبا الخير، الله الله فىّ، لك مكان من السادة ولى عليك حقوق، وقد ترى حالي والموت أسهل علىّ ممّا أنا فيه.

فخاطب السيّدة [٢] وذكّرهم حرمتي وخدمتي فى تثبيت دولهم إذ خذلهم الناس وافتتاحى [١٧٢] البلدان والمنغلقة وإثارتى الأموال المنكسرة فإن كان ذنبي يوجب القتل فالموت أروح.» فرجع إليهم فخاطبهم ورقّقهم ولم يبرح حتّى حلّ الحديد كلّه عنّى ثمّ أذنوا فى إدخالى الحمّام وأخذ شعري وتغيير لباسى وتسليمي إلى زيدان وترفيهى فجاءني مبشّرا بذلك فلم يبرح حتّى فعل جميع ذلك وقال:

- «يقولون لك: لن ترى بعدها بؤسا.»


[١] . لعلّ الصحيح: المعتضد، كما أشار إليه مد.
[٢] . كذا فى الأصل ومط: السيّدة. ولعلّ الصحيح: السادة، كما اقترح فى مد.

<<  <  ج: ص:  >  >>