للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

- «ما تريد؟» قال: «أقرأ على الأمير السلام وقل له قد علمت ما كان يأمرنى به المعتصم والواثق فى أمرك فكنت أدفع عنك ما أمكننى فلينفعنى ذلك عندك، أمّا أنا فقد مرّ بى شدّة ورخاء فما أبالى ما أكلت وما شربت، وأمّا هذان الغلامان فإنّهما عاشا فى نعمة ولم يعرفا البؤس فصيّر لهما لحما ومرقة وشيئا يأكلان منه.» قال ترك: فذهبت إلى مجلس إسحاق فوقفت، فقال لى:

- «ما تريد؟ فأرى فى وجهك كلاما.» قلت: «نعم.» قال لى:

- «إيتاخ كذا وكذا.» وكانت وظيفة إيتاخ فى كلّ يوم رغيفا وكوزا من ماء، ويؤمر لابنيه بخوان [٣٣٠] عليه سبعة أرغفة وخمسة ألوان [١] فلم يزل ذلك قائما حياة إسحاق.

ثمّ هلك إيتاخ بالعطش فإنّه أطعم ومنع الماء حتّى مات وأحضر إسحاق القضاة والفقهاء وعرضه عليهم لا ضرب به ولا أثر.

وأمّا ابناه فبقيا فى الحبس حياة المتوكّل. فلمّا أفضى الأمر إلى المنتصر أخرجهما.

ما عامل به المتوكّل أهل الذمّة فى ملابسهم ومنازلهم

وفى هذه السنة أمر المتوكّل بأخذ النصارى وأهل الذمّة بلبس العسلىّ


[١] . كذا فى الأصل وتد (٥٤٥) وآ: ألوان. فى الطبري (١١: ١٣٨٦) : عرف.

<<  <  ج: ص:  >  >>