للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كارهين، وهدّدهم.» ثمّ قال:

- «لا أمان له عندي دون أن يستسلم، فأمضى فيه حكمى، هذا الفاسق، ابن الفاسق، ابن مرجانة، عبيد الله بن زياد. فإن يظهر الله عليه كان من بعده أهون شوكة، ورجونا أن يدين لكم من وراءكم من أهل مصركم، فينظرون من شرك فى دم الحسين، فيقتلونه، وإن قاتلتم الآن أهل مصركم، ما عدم الرجل أن يرى رجلا غدا وقد قتل أخاه، أو أباه، أو حميمه، أو رجلا [١٥٠] لم يكن يريد قتله، فيكثر أعداؤكم، فاستخيروا الله وسيروا.» فتهيّأ الناس للخروج.

[ذكر رأى آخر رءاه أمير الكوفة عبد الله بن يزيد]

لمّا بلغ عبد الله بن يزيد وإبراهيم بن محمد بن طلحة أنّ سليمان خارج بأصحابه نحو عبيد الله بن زياد، رأيا أن يأتياهم، فيعرضا عليهم الإقامة، وأن تكون أيديهم واحدة، فإن أبوا إلّا الشخوص، سألوهم النظر حتّى يجهّزوا معهم جيشا، فيقاتلوا عدوّهم بكتف وحدّ [١] .

فراسلا سليمان بن صرد وقالا:

- «إنّا نريد أن نجيئك لأمر عسى الله أن يجعل لنا ولك فيه صلاحا.» فقال سليمان للرسول:

- «قل لهما، فليأتيانا.» وأحسن سليمان تعبئة الناس، وجاء عبد الله بن يزيد، فى أشراف أهل الكوفة، وجاء إبراهيم فى جماعة من أصحابه. وكان عبد الله بن يزيد قال لكلّ رجل معروف علم أنّه شرك فى دم الحسين: لا تصحبنى، مخافة أن ينظروا إليه، فيعدوا


[١] . كذا فى الأصل: بكتف وحدّ. وما فى مط: بكتف وجد. وهو تصحيف.

<<  <  ج: ص:  >  >>