يعجّل لهم خمسين درهما لكلّ رجل لينفقوها فى شهر رمضان. فأجابهم إلى ذلك ثمّ دافعهم بها ولم يف لهم بإعطاء الخمسين، فشدّوا على علىّ بن هشام فطردوه.
وكان المتولّى ذلك والقيّم بأمر الحربية محمد بن أبى خالد وذلك أنّ علىّ بن هشام كان يستخفّ به ويضع من مقداره. ووقع بين محمد بن أبى خالد وأزهر بن زهير بن المسيّب [١٤٤] كلام فقنّعه أزهر بالسوط. فغضب محمد وتحوّل إلى الحربية واجتمع إليه الناس فلم يقربهم [١] علىّ بن هشام حتّى أخرجوه من بغداد.
وفى هذه السنة تقدّم المأمون بإحصاء ولد العباس فبلغوا ثلاثة وثلاثين ألفا ما بين ذكر وأنثى.
[ودخلت سنة إحدى ومائتين]
[مراودة أهل بغداد منصور بن المهدى على الخلافة]
وفيها راود أهل بغداد منصور بن المهدى على الخلافة فامتنع من ذلك عليهم فراوده على الإمرة عليهم على أن يدعو للمأمون بالخلافة فأجابهم إلى ذلك.
[ذكر السبب فى ذلك]
لمّا أخرج أهل بغداد علىّ بن هشام منها واتصل الخبر بالحسن بن سهل وكان بالمدائن انهزم حتّى صار إلى واسط، فتبعه محمد بن أبى خالد مخالفا له، وقد تولّى القيام بأمر الناس، وولّى سعيد بن الحسن بن قحطبة الجانب
[١] . كذا فى الأصل: فلم يقربهم. ما فى آمهمل. فى تد (٤٣٠) : فلم يقرّ بهم. وفى الطبري (١١: ١٠٠٠) : فلم يقو بهم.