والأتراك سيكثرون عند شرف الدولة ثم لا يزال بهم التنافس والتحاسد حتى يحدث بينهم التباين والتباعد وبإزائهم منك ملك تعلق به آمالهم وتطمح نحوه أبصارهم وهي الأيام والغير والقضاء والقدر والأمر يحدث بعده الأمر.»
[ذكر رأى آخر سديد أشار به فولاذ فلم يقبل منه]
قال فولاذ:
- «الصواب المسير إلى قرميسين والحصول فى أعمال بدر بن حسنويه ومكاتبة فخر الدولة- وكان فى صلح صمصام الدولة [١٩٠] بحسب ما نسجه ابن عباد بينهما- واستمداد عسكر والمسير على طريق أصفهان إلى فارس والتغلّب عليها.» وفيها أخر:
«اين شرف الدولة وذخائره؟ فليس بإزائنا فى تلك الأعمال أحد يقاومنا ويدافعنا، وإذا حصلنا بها لم يستقرّ لشرف الدولة قدم بالعراق ولم يستمرّ له أمر على الاتساق ويضطرب أمره وتنحل قراه وينزل فى الصلح على حكم اختياره ورضاه.» فمال صمصام الدولة إلى رأى زيار فى الإصعاد ووقع الشروع فى ترتيب أسبابه ثم بدا له من ذلك.
ذكر رأى خطأ استبدّ به صمصام الدولة فى إسلام نفسه إلى شرف الدولة
لمّا رأى الخرق قد اتّسع والأمر قد التبس ضاق صدره وقلّ صبره. وكلّ ملك لم يكن صدره فى النائبات رحيبا وصبره فى الحادثات عتيدا ونفسه فى المعضلات مديدا أوشك أن يضمحلّ شأنه ويولّى زمانه.