- «هذه بلاد بإزاء عدوّ وقد استفحل أمره وإذا حصلت لهؤلاء العرب دفعوا عنها فى عاجل الحال لنفوسهم دفع القوم عن حريمهم. فإن قوى أمر السلطان [٢١٣] كان انتزاعها من أيديهم أسهل من انتزاعها من يد باد.
فكان الواحد منهم يكتب قصّة ويسأل فيها إقطاعه الخربة الفلانية- وتكون ضيعة جليلة- فيوقّع له بها من غير إخراج حال ولا تعرّف ارتفاع. وارتفق كاتبه على ذلك أموالا جمّة.
[ذكر حيلة سحر بها باد عين من بإزائه واسترهبهم]
كان يقيم البقر على رؤس الجبال ويجعل بينها رجّالة يبرقون بالسيوف والحراب فإذا شوهدوا من بعد ظنّوا رجالا فلا يقدم العسكر على الصعود إليهم.
فاتّفق أنّه نزل أخ لباد وقاتل قوما من العرب فقتل وبلغ قتله من باد كلّ مبلغ وضعف أمره. فبينما هو فى ذلك إذ ورد الخبر على أبى نصر بوفاة شرف الدولة فكتمه وعاد إلى الموصل فأظهر فيها العزاء به.
وانفسح باد وأصحابه وتمكّن من طور عبدين واستضافها إلى ديار بكر ولم يقدم على الإصحار خوفا من العرب. فصار الجبل له والسهل لبنى عقيل ونمير.
وكان أبو نصر على إصلاح أمره ومعاودة حرب باد إذ أصعد إبراهيم وأبو عبد الله الحسين ابنا ناصر الدولة [٢١٤] إلى الموصل.
وسيأتي ذكر ما جرى عليه أمرهم من بعد بإذن الله تعالى.
[ودخلت سنة ثمان وسبعين وثلاثمائة]
فيها قبض على شكر الخادم من الموضع الذي كان مستترا فيه وحمل إلى