وقد قيل:«كل قاتل مقتول» وهو أسهل الأمرين، لأنّ ما جاء من الوعيد فى القرآن وفى الآثار عن رسول الله صلى الله عليه وسلّم، لمن قتل نفسا بغير حقّ مع ما يلقاه فى الدار الآخرة أشدّ نكالا وأعظم عقابا وأدوم عذابا، نسأل الله تعالى العفو والعافية فى الدنيا والآخرة.
إطماع المطلوب فى الصفح عنه ثمّ الغدر به
وذكر أبو الحسن محمد بن عيسى الهيتى قال:
«أخرجت الى هيت لتقرير ارتفاعها وارتفاع الأنبار على أبى العلاء الحسن بن محمد الإسكافي، فورد علينا فى بعض الأيام كتاب من عضد الدولة يرسم فيه المسئلة عن أعرابى من بنى عقيل تناول شيئا [١] من بعض زواريق المعادن والمطالعة باسمه وحاله.
فأحضرت الملاحين وسألتهم عن هذه الحال فلم يعرفوها، فكتبت بذلك وورد الجواب بأن نزيد فى البحث، فلم أزل أتعرف وأسأل كل واحد حتى ذكر لى بعض الملّاحين أنّ فلانا العقيلي اعترض سفينة من سفن المعادن وهي مصعدة والتمس من بعض المدادين قطعة من شاروفة فأخذها قهرا من صدره وأنّه لم يجر سوى ذلك فأحضرنا المسيّب بن رافع وطالبناه بالأعرابى فقال:
- «ما تريدان منه.» فأعلمناه أنّ الملك طلبه. قال أبو الحسن الهيتى: وكان بيني وبين [٨٥] المسيب أنسة ومودة فأقسم على أن اطلعه على الصورة فذكرتها له فانصرف واجما وغاب عنّا يومين ورجع ومعه جماعة من أهل المطلوب وبنى عمّه