للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فى جميع عسكره وقرّبه ورتّبه فوق ما كان فى نفسه تسلية له عن مصيبته ثمّ أنهضه مع أبى عبد الله البريدي فى عسكر قوىّ وعدّة تامّة وسار واتّصل خبره بمحمّد بن رائق وبجكم. فأمّا بجكم فإنّه عاد إلى الأهواز وكان مع ابن رائق بعسكر أبى جعفر [٥٤١] محاصرين البصرة وأراد أن يمنع الديلم من تورّد الأهواز. وأمّا ابن رائق فعاد إلى واسط والتقى عسكر بجكم وعسكر أبى الحسين بالقرب من رامهرمز وانحاز بجكم إلى عسكر مكرم بعد حروب سنذكرها إن شاء الله فى سنة ستّ وعشرين.

[ودخلت سنة خمس وعشرين وثلاثمائة]

وفيها أشار أبو بكر محمّد بن رائق على الراضي بالله أن ينحدر معه إلى واسط ليقرب من الأهواز ويراسل البريدي فإن انقاد إلى ما يراد منه وإلّا ... [١] عليه قصده. فاستجاب الراضي إلى ذلك وانحدر يوم السبت غرّة المحرّم واضطربت الحجريّة وقالوا:

- «هذه تعمل علينا ليعمل بنا ما عمل بالساجيّة ونحن نقيم ببغداد.» فلم يلتفت ابن رائق إليهم وانحدر بعضهم وتأخّر أكثرهم ثمّ انحدر الجميع.

فلمّا صاروا بواسط عرضهم ابن رائق وبدأ بخلفاء الحجّاب وكانوا نحو خمسمائة حاجب فاقتصر منهم على ستين وأسقط الباقين ونقص أزراق [٢] من أقرّ منهم وأخذ يعرض الحجريّة ويسقط منهم الدخلاء والبدلاء والنساء والتجّار ومن لجأ إليهم فاضطربوا من ذلك ولم يستجيبوا إليه. ثمّ استجابوا وعرضهم وأسقط منهم عددا كثيرا ثمّ اضطربوا [٥٤٢] وحملوا السلاح


[١] . هنا كلمة شبه مشطوبة لا تقرأ. فى مط: منه والا «قرب» عليه. وغيّرت العبارة فى مد تصحيحا هكذا:
منه، وإن مرق عليه.
[٢] . أرزاق: كذا فى الأصل ومط. وفى مد: ابن رائق، بدل «أرزاق» وهو تصحيف لما فى الأصل ومط.

<<  <  ج: ص:  >  >>