فكانت قرى متّصلة فأقطعها قوّاده واشتروها، ثمّ اشترى الناس.
وقال المنصور: يكتب إلى مصر بقطع المادّة عن الحرمين ما دام بها محمّد، فإنّما هم فى مثل حرجة إذا انقطعت عنهم المير، وأمر بالكتاب إلى الجزيرة وغيرها أن يمدّ الكوفة بالرجال، وكتب إلى العبّاس بن محمّد، وكان على الجزيرة، أن يمدّه فى كلّ يوم بما قدر عليه من الرجال، وكذلك كتب إلى أمراء الشام وقال:
- «لو ورد [٤٣٦] علىّ فى كلّ يوم رجل واحد من كل واحد منكم لكثّرت به من معى وإن بلغ الخبر الكذّاب كسره ذلك.»
وفى هذه السنة ظهر [١] إبراهيم بن عبد الله بن حسن بن حسن أخو محمّد بالبصرة فحارب المنصور. ذكر الخبر عن مخرجه وسبب ذلك وعن مقتله
لمّا قبض أبو جعفر على عبد الله بن حسن أشفق محمّد وإبراهيم فافترقا وتواريا وتقلّب إبراهيم فى البلدان.
فحكى إبراهيم لبعض أصحابه قال:
- «اشتدّ الطلب لى وأنا بالموصل، فاضطرّنى الزمان حتّى دخلت وجلست على موائد أبى جعفر وذاك أنّه كان قدمها وطلبنى فتحيّرت ولفظتني الأرض وجعلت لا أجد مساغا، ودعى الناس إلى غدائه، ودخلت فيمن دخل، والطرق مشحونة بمن تطلبنى، فجلست وأكلت، ثمّ خرجت وقد كفّ الطلب.