للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فقال له يعقوب:

- «فاله يا أمير المؤمنين عن ذكره، ودع طلبه، فإنّ ذلك يوحشه، ودعني وإيّاه حتّى أحتال له فآتيك به.» قال يعقوب:

- «يا أمير المؤمنين، قد بسطت عدلك لرعيّتك وأنصفتهم وعممتهم بخيرك وفضلك، فعظم رجاؤهم، وانفسحت آمالهم، وقد بقيت أشياء لو ذكرتها لم تدع [٤٩١] النظر فيها بمثل ما فعلت فى غيرها، وأشياء مع ذلك وخلف بابك يعمل بها لا تعلمها، فإن جعلت لى السبيل إلى الدخول عليك، وأذنت لى فى رفعها إليك، فعلت.» فأعطاه المهدىّ ذلك وجعله إليه وصيّر سليما الخادم الأسود خادم المنصور سببه [فى] [١] إعلام المهدىّ بمكانه كلّما أراد الدخول. فكان يعقوب يدخل على المهدىّ ليلا ويرفع إليه النصائح فى الأمور الحسنة الجميلة من أمر الثغور وبناء الحصون وتقوية الغزاة وتزويج العزّاب وفكاك الأسارى والمحبّسين والقضاء على الغارمين والصدقة على المتعفّفين. فحظى بذلك عنده وربما رجا أن ينال به من الظفر بالحسن بن إبراهيم، واتخذه أخا فى الله وأخرج بذلك توقيعا ثبت فى الدواوين ووصله بمائة ألف، وكانت أوّل صلة وصله بها، فلم تزل منزلته تنمى وتعلو صعدا إلى أن صيّر الحسن بن إبراهيم فى يد المهدىّ.

تحرّك الشيعة ووجوه أهل خراسان

وفى هذه السنة [٢] تحرّك قوم من الشيعة ووجوه أهل خراسان، وسعوا فى


[١] . فى الأصل: واعلام. ولا يستقيم معه المعنى. وما بين المعقوفتين من الطبري (١٠: ٤٦٤) . فى عح (٢٧١) : يعلم المهدىّ.
[٢] . سنته ١٥٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>