للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ذكر ظفر خاقان ثمّ انهزامه باتّفاق حسن مع تدبير جيّد وجدّ فى المسير من أسد حتّى رجع كيد العدوّ عليه وسلم المسلمون وأثقالهم

ولمّا صعد خاقان التّلّ رأى خلف العسكر جزيرة ودونها مخاضة. فدعا بعض قوّاد التّرك، فأمرهم أن يقطعوا فوق العسكر فى مقطع وصفه، ثمّ ينحدروا، فى الجزيرة، حتى يأتوا عسكر المسلمين من ورائهم، وأمرهم أن يبدءوا بالأعاجم وأهل الصّغانيان وقد عرفهم بأبنيتهم وأعلامهم. وقال لهم:

- «إن أقام القوم فى خندقهم وأقبلوا إليكم دخلنا نحن خندقهم، وإن ثبتوا لنا، فادخلوا من دبره عليهم.» ففعلوا، ودخلوا عليهم من ناحية الأعاجم، فقتلوا صاغان خذاه، ودخلوا عسكر إبراهيم، فأخذوا عامّة ما فيه، وترك المسلمون التّعبئة، واجتمعوا فى موضع وأحسّوا بالهلاك، فإذا رهج قد ارتفع وتربة سوداء، وإذا أسد فى جنده قد أتاهم، فجعلت التّرك ترتفع عنهم إلى الموضع الّذى فيه خاقان وإبراهيم [٩٦] يتعجّب من كفّهم، وقد ظفروا، وقتلوا من قتلوا، بعد [١] إصابتهم الغنيمة، وهو لا يطمع فى أسد.

وكان أسد قد أغذّ السّير، فأقبل أسد حتّى وقف على التّلّ الّذى عليه خاقان، وتنحّى خاقان إلى ناحية الختّل، وخرج إلى أسد من كان بقي من أصحاب إبراهيم وقد قتل منهم بشر كثير ومشيخة من خزاعة. وخرجت امرأة صاغان خذاه إلى أسد فبكت زوجها، وبكى أسد معها حتّى علا صوته.

وانصرف خاقان على طريق طخارستان وهناك الحارث بن سريج، فانضمّ الحارث إلى خاقان، وسار معه فى أصحابه، ومضى أسد إلى بلخ، فعسكر فى


[١] . بعد: فى الأصل: وبعد (بزيادة «و» ) .

<<  <  ج: ص:  >  >>